هناك مقولة قديمة تقول إن الفلسفة هىأم العلوم وهذا حق ، فإن الفلسفة تشكل الأساس الذى تقومعليه كثير من الدراسات فى مجال علم الإجتماع وعلم النفس وعلم السياسة وعلمالأنثروبولوجيا وعلم الاقتصاد وعلم التاريخ وعلم التربية وعلم الأخلاق وعلمالجغرافيا وعلم الفنون وعلوم الحرب وغيرها من العلوم الإنسانية والحياتية .
فالفلسفة متغلغلة فى معظم مجالاتالحياة ولها تأثيرها المباشر وغير المباشر فى تطوير المجتمعات ورسم خطط تقدمها ،ولم يقم أى تغيير اجتماعى فى أى مجتمع إلا عن طريق نظرية فلسفية.
تهتم الدراسات الفلسفية فى المجال الأول بدراسةالألوهية والعالم والأنسان مستخدمة فى ذلك التفكير والتأمل . وليس معنى ذلك إبعادالعقيدة الدينية عن الفكر الفلسفى والإدعاء بأن الفلسفة تفكير عقلى محض بعيد عنالدين ... إنما الفلسفة تربط بين التفكير العقلى والعقيدة الدينية فى سياج متين عنطريق العقل والقلب والظاهر والباطن والشريعة والحقيقة والنظر والذوق فى أغلبفروعها . وهذه الرابطة تجعل من طالب الفلسفة طرازا فريدا يستطيع أن يربط بينالخيال والواقع والفن والجمال مما يجعله قادراً على مواكبة الحياة فى جميع صورهاواشكالها ومضامينها وفنونها واخلاقياتها .
فالإنسان لا يستطيع أن يعيشبمعزل عن الفلسفة ، فهى تربطه أولاً وقبل كل شيء بربه ثم تربطه ثانياً بنفسه ،ثمتربطه ثالثاً بوطنه . وبدون فلسفة يعيش الإنسان وحيداً شقياً وتعيساً . ولقد قالسقراط كلمة خالدة فيما سبق " أعرف نفسك بنفسك " وهذا ما يدرسه طالبالفلسفة فى الفكر القديم ، ثم جاء الإسلام وبين كلمة أخلد وهى (من عرف نفسه عرفربه ) وهنا تحاول الفلسفة أن تصل إلى اليقين أو الحقيقة ؛ وذلك عن طريق معرفةالنفس فى عجزها وضعفها ونقصها لتصل إلى معرفة الله الكامل القوى القدوس ، وهذا ماينتهى إليه الطالب فى دراسته الأكاديمية بقسم الفلسفة